الكمــان ويصلــح الكراســي واألنــوال. وفــي المدينــة أجريــت اإلجــراءات القانونيــة اللزمــة، وبالعربــات ثــم الســفينة غادرنــا إلــى الشــمال، وكأننـي فـي حلـم، حتـى وصلـت بصحبـة عديـد مـن األصدقـاء إلـى بيـت أسـرتي، حيـث كان عنـاق حـار وتشـبث، والدمـوع تجـري أنهـارا فـوق الخـدود، وفيضـان المشـاعر تعجـز عـن وصفـه الكلمـات.. وهنـا تنتهـي قصتـي. وليـس لـدي تعليقـات علـى مسـألة العبوديـة، فقـد وصفتهـا بمنتهى الصدق واإلخـاص مـن دون خيـال وال مبالغـة، وال شـك لـدي فـي أن هنـاك اآلالف قـد صادفـوا الحـظ العاثــر الــذي صادفتــه، وأن المئــات مــن المواطنيــن األحــرار قــد تــم اختطافهــم وبيعهــم للــرق، وهـم اآلن يبلـون حياتهـم فـي مـزارع تكسـاس ولويزيانـا.. ولكننـي صبـرت وهذبـت وروضـت روحـي بالمعانـاة التـي احتملتهـا، وكنـت ممتنًــا للخالـق الـذي برحمتـه عـدت إلـى السـعادة والحريـة، وآمـل مـن اآلن فصاعـدًا أن أعيـش حيـاة مسـتقيمة علـى تواضعهـا، وأن تكـون راحتـي األخيـرة فـي سـاحة الكنيسـة التـي يرقـد فيهـا والـدي!
15 | اثنا عشر عامًا من العبودية
Powered by FlippingBook