اثنا عشر عامًا من العبودية

المــــــقــــــدمــــــــة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هـذا الكتـاب يسـتعرض قصـة حقيقيـة هـزت المجتمـع األمريكـي، للمواطـن األسـود الحر، سـولمون ثورب، الذي ولد ونشـأ في والية نيويورك في الشـمال األمريكي حيث كانت العبودية محظورة. ثـم بيعـه فـي سـوق العبيـد، وعانـى طـوال اثنـي 1841 وقـد تـم اختطافـه مـن واشـنطن فـي عـام عشـر عامًــا عذابـات العبوديـة المروعـة لكـي يبقـى علـى قيـد الحيـاة، حتـى تـم إنقـاذه بشـبه معجـزة . ومــن فــوره ســجّل تجربتــه المريــرة بمســاعدة الكاتــب 1853 وعودتــه إلــى أســرته وأوالده، عــام ديفيـد ويلسـون فـي هـذا الكتـاب الـذي صـار مـن أكثـر الكتـب مبيعًــا. وحديثًــا أخـرج فيلمًــا سـينمائيًا .2014 ناجحًــا حصـد عديـدًا مـن الجوائـز، منهـا أوسـكار أفضـل فيلـم للعـام الكتــاب هــو وثيقــة واقعيــة يــروي بطلهــا فيهــا تفاصيــل الحيــاة والمعاملــة الوحشــية التــي كان يــرزح تحــت نيرهــا هــو والعبيــد البؤســاء، ويلقــى الكثيــرون منهــم حتفهــم تحــت ســياطها وألــوان وحشــيتها المروعــة فــي الجنــوب األمريكــي، كمــا أنــه درس فــي قــوة الــروح اإلنســانية، والتصبّــر بالعــودة إلــى الــوراء قــدر مــا اســتطعت التوثّــق منــه، فــإن أســافي مــن ناحيــة األب كانــوا عبيــدًا لــدى عائلــة نورثــوب التــي انتقــل أحــد أبنائهــا إلــى واليــة نيويــورك مصطحبًــا معــه أبــي. وبوفــاة هـذا النبيـل، ربمـا قبـل نحـو خمسـين عامًــا صـار والـدي حـرّاً، بمقتضـى عتقـه حسـب وصيـة الرجـل. وقـد قضـى والـدي حياتـه فـي الزراعـة، ولـم يسـع إلـى أي مـن تلـك الوظائـف الحقيـرة التـي كانـت تبـدو مخصصـة ألبنـاء إفريقيـا علـى وجـه التحديـد. وباجتهـاده واقتصـاده تملّــك مـا يكفـل لـه حـق التصويــت، وبمثابرتــه ونزاهتــه كان يحظــى باالحتــرام. وقــد حــرص علــى أن يوفــر لنــا قســطًا مــن التعليــم يتجــاوز مــا كان يحصــل عليــه أمثالنــا، وعلــى أن تتشــرب عقولنــا حــب األخــاق واإليمــان بالخالـق الـذي ال يفـرق بيـن عبـاده الفقـراء واألغنيـاء. وقـد كنـت أسـاعده فـي عملـه فـي المزرعـة، واعتـدت قضـاء سـاعات الراحـة، إمـا مـع كتبـي أو العـزف علـى الكمـان الـذي كان شـغف حياتـي، ومصـدر مسـرة لكثيريـن ممـن عرفتهـم. تــاركًا أرملــة وابنيــن: أنــا وأخــي األكبــر جوزيــف. وقــد تزوجــت بعــد ذلــك 1929 توفــي أبــي عــام ورزقـت بثلثـة أوالد، وأحببـت أسـرتي حبًــا عميقًــا، كان مـدار فكـري ونـور قلبـي طـوال حياتـي، كمـا كان حنينــي إليهــم مصــدر إلهامــي وعذابــي معًــا فــي محنتــي فــي أغــال العبوديــة. واألمــل، وإرادة الحيــاة والحريــة. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

2 | اثنا عشر عامًا من العبودية

Powered by